رسالة في إعجاز سورة الكوثر للزمخشري

پدیدآورحامد الخفاف

تاریخ انتشار1388/09/22

منبع مقاله

share 565 بازدید
رسالة في إعجاز سورة الكوثر للزمخشري

حامد الخفاف

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا مجال للشك فيه أن عهد نزول القرآن في حياة العرب يمثل ذروة اهتمام المجتمع القبلي في الجزيرة العربية ببلاغة الكلمة وفصاحة المنطق ودقة الحس البياني ، أكثر من أي وقت مضى ، فليس غريبا عنا ما كانت توليه القبيلة من احترام وتقدير لاصحاب اللسان الماشق والحس المرهف ، فترى الشاعر سيف القبيلة الناطق ، الذي تجرده بوجه أعدائها ، وتقدمه درعا واقيا يرد عنها سهام الكلام ، حتى أن أبياتا من الشعر تحوي من قارص الكلم أشده يمكن أن تفعل فعلها أشد من السنان وأمضى من المهند المصقول .
وذاك سوق عكاظ ، نادي الادباء العرب ـ إن صح التعبير ـ يجتمعون فيه ، لتتصارع الكلمة في حلبة البلاغة ، وليتبارز البيان بسيوف الفصاحة ، تشد إليه الرحال ، وتعقد عليه الآمال ، كل ذلك كان يعمق في الجزيرة العربية حقيقة كونها مجتمع الكلمة الذي لم يعرف اللحن له طريقا ، ولا العجمة سبيلا .
وجاء القرآن ، كلام الله المجيد ، ينشر من أريجه عطر القداسة ، ويضم بين دفتيه ما يحير العقول ، ويأخذ بالالباب ، انظروا إلى عدو الله الوليد بن المغيرة المخزومي ، فاغرا فاه ، يتمتم بحيرة : « والله لقد نظرت فيما قال هذا الرجل فإذا هو ليس بشعر ، وإن له لحلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمعذق ، وإنه ليعلو وما يعلى » .
جاء ليتحدى كبرياء الكلمة في عقر دارها ، وشموخ البيان في عنفوانه : « قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا » ، فكانت المعجزة التي ألقت لها الفصاحة قيادها ، وكأن دولة البلاغة العظمى كانت تنتظر ملكها بلهفة وشوق ، وهكذا كان .
وكتابنا الصغير هذا ، جواب من الزمخشري ـ رجل البلاغة والفصاحة ـ على عدة إشكالات ، وردت من صديق له حول إعجاز القرآن ، بصورة رسالة بعثها إليه ، سائلا إياه الاجابة ، فتصدى المؤلف للجواب عنها ، باسلوبه الشيق الرفيع ، برسالة حول إعجاز سورة الكوثر ، هي كما قال عنها : « رسالة من أبلغ الرسالات ، اورد فيها مقدمة في إعجاز القرآن الكريم ، في فضل اللسان العربي على كل لسان ، على وجه عجيب ، واسلوب على طرف الثمام قريب غريب » مضيفا بذلك للمكتبة الاسلامية جهدا رائعا يشار إليه بالبنان ، حاولنا أن نضفي عليه بتحقيقنا إياه من روعة الاخراج ما نتمكنه ، ومن متطلبات التحقيق ما يحتاجه ، وعلى الله التكلان .
ترجمة المؤلف
هو العلامة جار الله أبوالقاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، كبير المعتزلة ، صاحب الكشاف والمفصل (1) ، أمره في الاشتهار أوضح من الشمس وأبين من الامس .

ولادته وبلده :

ولد الزمخشري في يوم الاربعاء السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين وأربعمائة بزمخشر خوارزم ، على مانقله القفطي عن ابن اخته أبي عمر عامر بن الحسن السمساري (2) ، وقال أيضا : « ونقلت من كتاب محمد بن محمد ابن حامد قال : كان مولده ـ يعني الزمخشري ـ في سابع عشر شهر رجب سنة سبع وستين وأربعمائة » (3) .
يقول الزمخشري : « وأما المولد فقرية من قرى خوارزم مجهولة ، يقال لها :
زمخشر ، سمعت أبي قال : اجتاز بزمخشر أعرابي فسأل عن اسمها واسم كبيرها ، فقيل له : زمخشر والرداد ، فقال : لا خير في شر ورد ، ولم يلمم بها » (4) .
وزمخشر ـ بفتح أوله وثانيه ، ثم خاء معجمة ساكنة ، وشين معجمة ، وراء مهملة ـ : قرية جامعة من نواحي خوارزم (5) ، وقال القفطي : سمعت بعض التجار يقول : إنها دخلت في جملة المدينة ، وإن العمارة لما كثرت وصلت إليها وشملتها ، فصارت من جملة محالها (6) .
وقال فيها الشريف أبوالحسن علي بن عيسى بن حمزة الحسني المكي عند مدح الزمخشري :
جميع قرى الدنيا سوى القرية التى
*
تـبـوأهـا دارا فــداء زمخشرا
وأحر بأن تزهى زمخشر بامرئ
*
إذا عد في أسد الشرى زمخ الشرى (7)
وبعد نشوئه تنقل الزمخشري في بلدته يجوب الاقطار طلبا للعلم وسعيا وراء المعرفة ، فطاف الآفاق وتنقل ما بين بغداد ونيسابور ، ثم أقام بمكة المكرمة ، ولذلك لقب نفسه جار الله لمجاورته البيت العتيق ، وكان أين ما حل وارتحل محل احترام وتقدير .

مكانته العلمية :

يعتبر الزمخشري شخصية بارزة في عالم الفصاحة والبلاغة والادب والنحو ، نتلمس ذلك جليا في مصنفاته وآثاره من جهة ، ومن إطراء وتبجيل كل من ترجم له من جهة اخرى .
يقول القفطي : وذكره صاحب الوشاح ـ ذكره بألقاب وسجع له على عادته ـ فقال : « استاذ الدنيا ، فخر خوارزم ، جار الله العلامة أبوالقاسم محمود الزمخشري ، من أكابر الامة ، وقد ألقت العلوم إليه أطراف الازمة ، واتفقت على إطرائه الالسنة ، وتشرفت بمكانه وزمانه الامكنه والازمنة ، ولم يتمكن في دهره واحد من جلاء رذائل النظم والنثر ، وصقال صوارم الادب والشعر ، إلا بالاهتداء بنجم فضله ، والاقتداح بزند عقله ، ومن طار بقوادم الانصاف وخوافيه ، علم أن جواهر الكلام في زماننا هذا من نثار فيه ، وقد ساعده التوفيق والاقبال ، وساعفه من الزمان الماضي والحال ، حتى اختار لمقامه أشرف الاماكن ، وجمع بجوار بيت الله الحرام بين الفضائل والمحاسن ، وودع أفراس الامور الدنياوية ورواحلها ، وعاين من بحار الخيرات والبركات سواحلها ، وقد صغر في عيون أفاضل عهده ما رأوه ورووه ، وملك في قلوب البلغاء جميع ما رعوه ووعوه ، وإن كان عدد أبياته التي ذكرتها قليلا فكماله صار عليها دليلا » (8) .
ولما قدم الزمخشري إلى بغداد قاصدا الحج زاره الشريف أبوالسعادات هبة الله بن الشجري مهنئا له بقدومه ، فلما جلس إليه أنشده متمثلا :
كانت مسألـة الركبان تخبرني * عـن أحمد بن دواد أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت * أذني بأحسن مما قد رأى بصري
وأنشد أيضا :
وأستكبر الاخبار قبل لقائه
*
فلما التقينا صغر الخَبَرَ الخُبْرُ(9)
وكان الزمخشري ممن يضرب به المثل في علم الادب والنحو واللغة ( 10) ، وما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه وتلمذوا له ، واستفادوا منه ، وكان علامة الادب ، ونسابة العرب ، تضرب إليه أكباد الابل ، وتحط بفنائه رحال الرجال ، وتحدى باسمه مطايا الآمال (11) .
وقال ياقوت : كان إماما في التفسير والنحو واللغة والادب ، واسع العلم ، كبير الفضل ، متفننا في علوم شتى (12) .
ولا نريد الاطالة في سرد العبارات الواردة في مدح المصنف والثناء عليه ، ففي ما ذكرناه كفاية لمن يقنع بالتلميح عن التصريح .

مؤلفاته :

1 ـ الكشاف في تفسير القرآن .
2 ـ الفائق في غريب الحديث .
3 ـ نكت الاعراب في غريب الاعراب ، في غريب إعراب القرآن .
4 ـ كتاب متشابه أسماء الرواة .
5 ـ مختصر الموافقة بين أهل البيت والصحابة .
6 ـ الاصل ، لابي سعيد الرازي إسماعيل .
7 ـ الكلم النوابغ ، في المواعظ .
8 ـ أطواق الذهب ، في المواعظ .
9 ـ نصائح الكبار .
10 ـ نصائح الصغار .
11 ـ مقامات في المواعظ .
12 ـ نزهة المستأنس .
13 ـ الرسالة الناصحة .
14 ـ رسالة المسامة .
15 ـ الرائض في الفرائض .
16 ـ معجم الحدود .
17 ـ المنهاج في الاصول .
18 ـ ضالة الناشد .
19 ـ كتاب عقل الكل .
20 ـ النموذج ، في النحو .
21 ـ المفصل ، في النحو .
22 ـ المفرد والمؤلف ، في النحو .
23 ـ صميم العربية .
24 ـ الامالي في النحو .
25 ـ أساس البلاغة ، في اللغة .
26 ـ جواهر اللغة .
27 ـ كتاب الاجناس .
28 ـ مقدمة الادب ، في اللغة .
29 ـ كتاب الاسماء ، في اللغة .
30 ـ القسطاس ، في العروض .
31 ـ حاشية على المفصل .
32 ـ شرح مقاماته .
33 ـ روح المسائل .
34 ـ سوائر الامثال .
35 ـ المستقصى ، في الامثال .
36 ـ ربيع الابرار ، في الادب والمحاضرات .
37 ـ تسلية الضرير .
38 ـ رسالة الاسرار .
39 ـ أعجب العجب في شرح لامية العرب .
40 ـ شرح المفصل .
41 ـ ديوان التمثيل .
42 ـ ديوان خطب .
43 ـ ديوان رسائل .
44 ـ ديوان شعر .
45 ـ شرح كتاب سيبويه .
46 ـ كتاب الجبال والامكنة .
47 ـ شافي العي من كلام الشافعي .
48 ـ شقائق النعمان في حقائق النعمان ، في مناقب الامام أبي حنيفة .
49 ـ المحاجاة ومتمم مهام أرباب الحاجات ، في الاحاجي والالغاز .
50 ـ المفرد والمركب ، في العربية (13) .
51 ـ رسالة في إعجاز سورة الكوثر ، وهي الرسالة التي بين يديك .

تلامذته والرواة عنه :

يظهر مما ذكره القفطي في إنباه الرواة : « وما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه وتلمذوا له » (14) كثرة تلاميذه وانتشارهم باعتبار كثرة سفره وتجواله في الاقطار ، نذكر منهم ما استطعنا العثور عليه خلال استقراء عاجل لمظان ترجمته :
1 ـ أبوالمحاسن إسماعيل بن عبد الله الطويلي .
2 ـ أبوالمحاسن عبد الرحيم بن عبد الله البزاز .
3 ـ أبوعمر عامر بن الحسن السمسار .
4 ـ أبوسعد أحمد بن محمود الشاشي .
5 ـ أبوطاهر سامان بن عبد الملك (15) .
6 ـ الشيخ علي بن محمد الخوارزمي .
7 ـ الشيخ محمد بن أبي القاسم بن ياجوك البقالي الخوارزمي اللغوي .
8 ـ الشيخ أبوالفتح ناصر بن عبدالسيد بن المطرز (16) .
شيوخه وأساتذته ومن سمع منهم :
1 ـ أبومضر محمود بن جرير الضبي الاصبهاني .
2 ـ أبوالحسن علي بن المظفر النيسابوري .
3 ـ شيخ الاسلام أبومنصور نصر الحارثي .
4 ـ أبوسعد الشقاني (17) .
5 ـ أبوالخطاب بن البطر (18) .

شعره :

ورد شعر الزمخشري متفرقا في المصادر التي تعرضت لترجمته ، فحاولنا جهد الامكان أن نجمع شتات ما استطعنا العثور عليه فيها من الابيات الشعريه سواء كان قطعي الصدور عنه أو كان منسوبا إليه ، ونذكر مع كل قطعة شعرية مصدر النقل :
قال الزمخشري :
العلم للرحمن جل جلاله
*
وسواه في جهلاته يتغمغم
مـا للتراب وللعلوم وإنما
*
يسـعى ليعلم أنه لا يعلم
وقال أيضا :
كـثـر الشك والخلاف وكل
*
يدعي الفوز بالصراط السوي
فاعتصامي بـلا إلـه سـواه
*
ثـم حـبـي لاحمد وعـلي
فاز كلب بحب أصحاب كهف
*
كيف أشقى بحب آل نبي ؟!
وقال في مدح تفسير الكشاف :
إن التفاسير في الـدنـيا بلا عدد
*
وليس فيها لعمري مـثل كشافي
إن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
*
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي (19)
وقال يرثي استاذه أبا مضر النحوي :
وقـائـلـة ما هذه الدرر التي
*
تساقطها عيناك سمطين سمطين
فقلت هو الدر الذي قد حشابه
*
أبومضر اذني تساقط من عيني (20)
وقال أيضا يرثيه :
أيا طـالـب الـدنيا وتارك الاخرى
*
سـتـعـلم بعد الموت أيهما أحـرى
ألم يقرعوا بالحق سمعك ؟! قل : بلى
*
وذكـرت بالآيات لو تـنـفع الذكرى
أما وقر الطيش الذي فـيـك واعظ
*
كأنك في اذنـيـك وقـر ولا وقـرا
أمن حـجـر صـلـد فؤادك قسوة
*
أم الله لـم يـودعـك لـبا ولا حجرا
وما زال موت المرء يـخـرب داره
*
وموت فريد العصر قد خرب العصرا
وصك بـمـثل الصخر سمعي نعيه
*
فشبهت بالخنساء إذ فـقـدت صخرا (21)
وقال أيضا :
إذا سألوا عن مـذهبي لم أبح به
*
وأكـتـمـه ؛ كتمانه لي أسلم
فإن حـنـفيا قلت ، قالوا بأنني
*
ابيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مالكيا قـلـت ، قالوا بأنني
*
ابيح لـهم أكل الكلاب وهم هم
وإن شـافعيا قلت ، قالوا بأنني
*
ابيح نـكاح البنت والبنت تحرم
وإن حنبليا قـلـت ، قالوا بأنني
*
ثقيل حـلـولـي بغيض مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه
*
يقولون تيس لـيس يدري ويفهم
تعجبت مـن هـذا الزمان وأهله
*
فما أحد من ألسن الناس يـسـلم
وأخـرنـي دهري وقدم معشرا
*
على أنهم لا يعلمون وأعلم (22)
وله أيضا :
سـهـري لتنقيح العلوم ألذ لي
*
من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصـة
*
أشهى وأحلى من مدامة سـاق
وصرير أقلامي على أوراقها
*
أحلى من الدوكاء والعـشـاق
وألـذ من نـقـر الفتاة لدفها
*
نقري لالقي الرمل عن أوراقي
أأبيت سهـران الدجى وتبيته
*
نوما وتبغي بـعـد ذاك لحاقي (23)
وقال أيضا :
ألا قل لـسـعدى ما لنا فيك من وطر
*
وما تطيبنا النجل من أعين البقر
فـإنـا اقتصرنا بـالـذين تضايقت
*
عيونهم والله يـجزي من اقتصر
مليح ولـكـن عـنـده كـل جفوة
*
ولم أر في الدنيا صـفاء بلا كدر
ولم أنس إذ غـازلـته قرب روضة
*
إلى جنب حوض فيه للماء منحدر
فـقـلـت لـه : جئني بورد وإنما
*
أردت به ورد الـخدود وما شعر
فقال : انتظرني رجع طرف أجئ به
*
فقلت له : هـيهات ما في منتظر
فقال : ولا ورد سـوى الخد حاضر
*
فقلت له : إنـي قنعت بما حضر (24)
وله أيضا
لاتـلـمـنـي إذا وقـيـت الاواقـي
*
فـالاواقي لـماء وجهي أواقي (25)
وقال أيضا في ذم متابعة النساء :
اعـص النساء فتلك الطاعة الحسنه
*
ولن يسـود فتى أعطى النسا رسنه
تـعـوقـه عن كمال في فضائله
*
ولو سعى طالبا للعلم ألف سنه (26)
ومما ينسب إليه قوله :
تزوجت لم أعلم وأخطأت لم أصب
*
فـيـا ليتني قد مت قبل التزوج
فوالله مـا أبكي على ساكني الثرى
*
ولـكـنني أبكي على المتزوج (27)
وينسب له في مدح الخمول :
اطـلـب أبا القاسم الخمول ودع
*
غـيـرك يطلب أساميا وكنى
شـبـه ببعض الاموات نفسك لا
*
تبرزه إن كـنـت عاقلا فطنا
ادفـنـه فـي البيت قـبل ميتته
*
واجعل له من خـمـوله كفنا
علك تـطـفـي مـا أنت موقده
*
إذ أنت في الجهل تخلع الرسنا (28)
ومن شعره :
أقول لظبي مـر بـي وهو راتع :
*
أأنت أخـو ليلى ؟ فقال : يقال
فقلت : وفي حكم الصبابة والهوى
*
يقال : أخو ليلى ؟ فقال : يقال
فقلت : وفـي ظل الاراكة والحمى
*
يقال : ويستسقى ؟ فقال : يقال (29)
وقال أيضا :
لا بد في غفلة يعيش بها الـ
*
مرء وإلا فعـيـشـه كدر
أمـا رأيـت الصحيح يؤلمه
*
ما لا يبالي بـمـثله الحذر
وله أيضا
أشمال ويحك بلغي تسليمي
*
من لـيـس يبلغه لنا تسليم
مـري بـه وتعلقي بردائه
*
ليكون فيك من الحبيب نسيم
قولي له : ما بال قلبك قاسيا
*
ولقد عهدتك بي وأنت رحيم
إني أجـلك أن أقول ظلمتني
*
والله يعـلم أنـنـي مظلوم (30)
وأجاب الزمخشري الامير شبل الدولة أبوالهيجاء مقبل بن عطية البكري الذي مدحه بعدة أبيات فقال :
شـعره أمطر شعبي شرفا
*
فاعتلى منه نبات الجسد
كيف لا يستاسد النبت إذا
*
بـات مسقيا بنوء الاسد
وقال أيضا في قصيدة طويلة يمدح بها الوزير مجير الدولة الاردستاني :
أيا حـبـذا سـعـدى وحب مقامها
*
ويـا حـبـذا أين استقل خيامها
حياتي ومـوتي قرب سعدى وبعدها
*
وعزي وذلي وصلها وانصرامها
سلام عـلـيها أين أمست وأصبحت
*
وإن كان لايقرا علي سـلامـها
رعى الله سرحا قد رعى فيه سرحها
*
وروض أرضـا سام فيه سوامها
إذا سـحـبت سعدى بأرض ذيولها
*
فقد أرغم المـسك الذكي رغامها
وإن ما يـسـت قضبان بان رأيتها
*
تنكس واسـتـعلى عليها قوامها (31)
قال القفطي : وأنشدني أفضل الدين أميرك الزبياني له من قصيدة فيها :
يفوح كفوح المسك فـاغم نشرها
*
إذا التحبت فـيـها ذلاذل ريح
يقول لها الطش السماوي والصبا
*
مقيما على تلك الصبابة فوحي
مضاجع سـعـدان مغارس حنوة
*
مناجم قيصوم منـابـت شيح
اذا مـلـح المكاء رجع صغيره
*
يـجـاوبـه قمريها بـمـليح
كأن بـديـحا والغريض تطارحا
*
عـلـى وتر للموصلي فصيح (32)

پاورقيها:

(1) توجد ترجمته في : الانساب 6 : 297 ، معجم البلدان 3 : 147 ، معجم الادباء 19 : 126|41 ، الكامل في التاريخ 11 : 97 ، إنباه الرواة 3 : 265|753 ، وفيات الاعيان 5 : 168|711 ، ميزان الاعتدال 4 : 78|8367 ، العبر 2 : 455 ، سير أعلام النبلاء 20 : 151|91 ، تذكرة الحفاظ 4 : 1283 ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد : 228|173 ، مرآة الجنان 3 : 269 ، البداية والنهاية 12 : 219 ، لسان الميزان
(2) إنباه الرواة 3 : 266 .
(3) إنباه الرواة 3 : 271 .
(4 ، 5) معجم البلدان 3 : 147 .
(6) إنباه الرواة 3 : 265 .
(7) إنباه الرواة 3 : 268 .
(8) إنباه الرواة 3 : 268 .
( 9) معجم الادباء 19 : 128 .
(10) الانساب 6 : 297 .
(11) طبقات المفسرين للسيوطي : 105 ، إنباه الرواة 3 : 266 .
(12) معجم الادباء 19 : 126 .
(13) انظر معجم الادباء 19 : 134 ، وفيات الاعيان 5 : 168 .
(14) إنباه الرواة 3 : 266 .
(15) الانساب 6 : 298 .
(16) روضات الجنات 8 : 123 .
(17) معجم الادباء 19 : 127 .
(18) العبر 2 : 455 ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد : 228 .
(19) معجم الادباء 19 : 129 .
(20) معجم الادباء 19 : 124 ، إنباه الرواة 3 : 267 .
(21) إنباه الرواة 3 : 267 .
(22) مقدمة الفائق 1 : 9 .
(23) مقدمة الفائق 1 : 8 .
(24) وفيات الاعيان 5 : 172 ، سير أعلام النبلاء 20 : 155 ، وقال الذهبي معلقا : هذا شعر ركيك لارقيق .
(25) روضات الجنات 8 : 126 .
(26 ) روضات الجنات 8 : 127 .
(27) روضات الجنات 8 : 127 .
(28) الكنى والالقاب 2 : 268 .
(29) شذرات الذهب 4 : 121 .
(30) إنباه الرواة 3 : 270 .
(31 ) إنباه الرواة 3 : 267 .
(32) إنباه الرواة 3 : 269 .

مقالات مشابه

تنويع و تقسيم مباحث علوم قرآن

نام نشریهقرآن شناخت

نام نویسندهعلی‌اوسط باقری

پايان نامه ها و كتاب شناسي قرآن و امام جواد(ع)

نام نشریهبینات

نام نویسندهادریس جعفرزاده

نقد کتاب «رویکردی نو به مطالعه قرآن»

نام نشریهمطالعات قرآنی

نام نویسندهسیدمصطفی احمد‌زاده

خاورشناسان قرائت پژوه و آثار آنان

نام نشریهقرائت پژوهی

نام نویسندهحسن رضا هفتادر